Blog Details

تفاصيل المقال

سوق أبو ظبي القديم ذاكرة العاصمة ودعوة إلى قيم الزمن الجميل



فريق جلام أند إيليجنت

تحفل أسواق أبو ظبي القديمة بعبق التاريخ وحكاياته، فبالإضافة إلى جانبها الاقتصادي وحركة البيع والشراء، كانت وجهة أساسية لتبادل الثقافات وتفاعل الحضارات، ومنبرا للأخبار والشعراء بين أبناء الإمارات، وملتقى للتعارف ضمن تجربة مجتمعية كاملة. 

السوق المركزي القديم، لايزال قابعا في مخيلة كل من عايش فترة البدايات منذ عام 1968 في أبو ظبي.

لقد لعب هذا السوق دوراً اجتماعياً وإنسانياً واقتصادياً، إلى جانب توفيره لما يحتاجه السكان، وشكّل منصة للعلاقات الإنسانية المستدامة، وتأسس على الثقة ليصبح جزءاً من الذاكرة الجمعية ليروي حكايات تسكن الوجدان.

يقف هذا السوق شاهداً على لحظات متميزة في حياة الناس، بوصفه منصة ثقافية، ومصدراً للفرح، لاسيما في رمضان والأعياد والمناسبات السعيدة. ليكون بالفعل معرضا تجاريا وثقافيا واجتماعيا دائما ومتكاملا.

قام بتصميم هذا السوق التقليدي البديع، المصمم المصري عبد الرحمن مخلوف، وتم افتتاحه عام 1968، وأصبح من أشهر الأسواق الشعبية في أبو ظبي. ولا يزال السوق محتفظاً بشعبيته، وتم إغلاقه في عام 2005 لترميمه، ثم عاد للعمل مجدداً عام 2013. ومع التحديثات التي خضع لها، لا يزال يحمل حنين الماضي بين أركانه

 

ثقة ومحبة
ارتبط السوق القديم بحياة الناس، وبني على الثقة والمحبة، واستدامة العلاقات، كانت أهداف الباعة في ذلك الوقت هو إسعاد المتعاملين، وكانت العلاقات مبنية على الثقة. والتعاملات تتأسس على احترام ملكية الآخر واتفاقات شفاهية من دون عقود أو ضمانات، معتمدة على سمعة المتسوق ووفائه بعهده، وكانت هذه الأسواق مقصداً لمختلف الجنسيات، ولم يفرق بين مرتاديه أو يميزهم بالعرق أو الدين أو اللون.

 كان السوق القديم غاصاً بالباعة الذين ينادون على الزبائن وسط علاقات تفاعلية جميلة، ليرتبط البائع بزبائنه بشكل شخصي ويخصهم ببضائع مميزة غير متوافرة في أماكن كالأقمشة الممتازة والمشغولات الذهبية النادرة.

واليوم في الزمن الذي بات كل شيء فيه رقميا وآليا، ويفتقر إلى التفاعل البشري المباشر وأصبحت عمليات البيع والشراء تتم عبر منصات التواصل الاجتماعي، في تغير واضح لشخصيتنا وقيمنا المجتمعية تبرز أهمية المعارض التجارية المحلية في إعادة الدفء إلى علاقاتنا التجارية وإحياء الطابع الثقافي والإنساني للتجارة وتأكيد على أهمية التواصل بين البشر والاستفادة من تجارب الآخرين.

هذه هي رسالة جلام أن إيليجنت ودورها الداعي إلى بث روح التواصل والألفة من خلال معارض متنوعة تعكس أصالتنا وقيمنا وتخلق لحظات لا تنسى في ضمائرنا كما هو سوق أبو ظبي القديم.

فريق جلام أند إيليجنت